ورد في بعض التواريخ حادثة زيارة جابر رضي الله عنه الى قبر الحسين عليه السلام في الاربعين...
من هو جابر.؟؟؟ انه جابر بن عبدالله الانصاري رحمه الله وأباه من الأوائل الذين دخلوا الاسلام وقبل ان يهاجر النبي صل الله عليه وآله
وسلم الى المدينة...وقد شارك مع النبي في 19 غزوة كما شهد معركة بدر ايضا....
قال عطية: واذا قرب جابر القبر وضع يده على القبر الطاهر بكى بكاءا شديدا حتى وقع مغشيا عليه فرششت عليه شيئا من الماء فأفاق
وقال: ((يا حسين , يا حسين , يا حسين))
ثم زار القبر بكل خضوع واحترام فبينما نحن بهذا الكلام إذا بالسواد قد أقبل علينا من ناحية الشام فقلت: ياجابر
إني أرى سوادا عظيما مقبلا علينا من ناحية الشام...
فالتفت جابر الى غلامه وقال له: إنطلق وانظر ماهذا السواد؟؟ فإن كانوا من اصحاب عبيدالله بن زياد فارجع إلينا لعلنا
نلجأ الى ملجأ, وان كان هذا سيدي و مولاي زين العابدين فأنت حر لوجه الله.
فأنطلق الغلام مما كان بأسرع من ان رجع الينا وهو يلطم على وجهه و ينادي..قم ياجابر واستقبل حرم الله وحرم
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم...فهذا سيدي و مولاي علي بن الحسين عليه السلام..قد اقبل مع عماته
واخواته فقام جابر يمشي حافي الأقدام مكشوف الرأس ودنى من زين العابدين عليه السلام..
فقال الامام السجاد عليه السلام : أنت جابر؟؟؟
قال جابر رحمه الله: نعم ياإبن رسول الله.
فقال الامام السجاد عليه السلام: ياجابر, هاهنا والله قتلت رجالنا وذبحت أطفالنا وسبيت نساؤنا وأحرقت خيامنا
وكأني بالعقيلة زينب عليها السلام نادت:
يانازلين بكربلاء هل عندكم.....خبر بقتلانا وماأعلامها
ماحال جثة ميت في أرضكم.....بقيت ثلاثا لازار مقامها
بالله هل واريتموها في الثرى.....وهل استقرت في اللحود رمامها...
- رثاء السيدة سكينة عليها السلام:
أمر علي بن الحسين عليه السلام بشد رحاله فشدوها لتسير قافلة أهل البيت عليهم السلام من كربلاء الى المدينة
عندما تهيأت القافلة بالمسير صاحت سكينة ودعت بالنساء لتوديع قبر ابيها عليهم السلام فدرن حول القبر فحضنت
سكينة قبر ابيها وبكت بكاءا شديدا وحنت وأنت وانشأت تقول:
ألا يا كربلا نودعك جسما.....بلا كفن ولا غسل دفينا.
ألا يا كربلا نودعك روحا....لأحمد والوصي مع الأمينا.
-مرثية أم كلثوم عليها السلام:
تحركت قافلة أهل البيت عليهم السلام الى المدينة وكلما قربوا من أسوار المدينة هاجت بهم الأحزان بدلا عن الافراح
لماذا؟ لأنهم خرجوا برفقة الامام الحسين عليه السلام وفتيان بني هاشم وخلص الشيعة من المدينة والآن يعودون
اليها و قد تركوا الابدان الطاهرة على رمضاء كربلاء وليس معهم سوى الامام السجاد عليه السلام....
ولما نظرت أم كلثوم بنت الامام علي عليه السلام الى حيطان المدينة هاجت بها لاحزان وجعلت تبكي وتقول:
مدينة جدنا لا تقبلينا....فبالحسرا والأحزان جئنا
ألا فاخبر رسول الله عنا....بأنا قد فجعنا في أبينا
خرجنا منك بالأهلين جمعا.....رجعنا لا رجال ولا بنينا
ألا يا جدنا قتلوا حسينا....ولم يرعوا جناب الله فينا
ألا يا جدنا بلغت عدانا....مناها واشتفى الأعداء فينا
لقد هتكوا النساء وحملوها....على الأقتاب قهرا أجمعينا.