هو نوع خاص جداً من الحوار ؛ لا يحتاج لكلمات أو ألفاظ منتقاه لإجرائه ، فهو حوار ذهني داخلي غير مسموع في العالم الخارجي ، تفهم إشاراته دون الحاجة إلى ترجمتها إلى كلمات بعينها . ـ
يجرى هذا الحوار عادة على نقاط وأمور حياتية يتصارع فيه القياس على ثلاثة محاور رئيسية هي :ـ
محور العقلانية المسيطر عليه المنطق المجرد ، المبني ببساطة شديدة على المكسب والخسارة . ـ
محور ما ترسخ في الوجدان من عقائد وتعاليم دينية ، وما اكتسب مما نسميه الأصول والعيب ، بالإضافة إلى الملامح الشخصية كالجرأة والخوف … إلخ ، أي دستور امعاملات . ـ
محور المشاعر والأحاسيس ؛ من مفرح ومحزن ، وممتع ومؤذي ، ومبهج وكئيب …. إلخ . ـ
وكل إنسان له ترتيب خاص لأولويات هذه المحاور عند الحوار ، وإن كنت أرى أن الترتيب المعتاد للإنسان المسئول المتزن هو :ـ
أولاً : محور ما ترسخ في الوجدان . ـ
ثانياً : محور العقلانية . ـ
ثالثاً محور المشاعر والأحاسيس . ـ
فما صح بالنسبة للمحور الأول هو الذي يقاس على المحور الثاني ، ويؤخذ ما صح منه ليقاس بالمحور الثالث ، ويؤخذ الصحيح منه ويترك ما دون ذلك عند اختيار أمر من الأمور ، وبعد كل هذا يحتمل النجاح والفشل عند الخروج إلى المعاملات مع أفراد المجتمع ، ومع الإلمام بخصائص المجتمع نستطيع أن نقلل من احتمالية الفشل . ـ
أما بالنسبة للنقاط والأمور الحياتية التي تمت بالفعل ، فمنها ما هو نجح ومنها ما هو فشل ، وعلى الإنسان أن يختار نقط النجاح ليعتبرها ربوة يرتقيها ليتسع بها أفقه الذي يراه حتى يحدد نقط أخرى أكثر ارتفاعاً أو أكثر استراتيجية حتى يظل يرتقي ويرتفع . وكل نقطة فشل يضع عليها علامة ليتجنب السقوط فيها أو في مثيلاتهافي المستقبل ، ولا يلوم نفسه كثيراً على هذا الفشل فقد يكون الفشل نتج عن عوامل خارجية وليس عن سوء اختيار وقياس عبر محاوره الثلاثة . ـ
فيجب أن يتسم هذا الحوار بالهدوء الشديد حتى لا يحدث نوع من التخاصم مع النفس ؛ لا قدر الله