أيها الكمان الحزين إعزف لي بصوتك الجريح
كل أحزاني وهمومي وآلآم آهات السنين
أغرق حزني بألحان موسيقى صوت دموع العين
وأكتب على نعشي ملكة الفراش الحزين
راقصني على أنغام آلآم الألحان رقصة الموت
للأيام الجميلة التي رحلت دون ذكرى للحنين
أحملني فوق كفوف جميع آلحان حياتي الجريحة
وهيء لي قبري المليء بالورد الأسود الدفين
أتذكر ياصديقي المعزوفة التي أثمرت من وسط الجراح
العصافير إنهارت عند سماعها والفراشات صرنا يبكين
لحن تكّون بآهآت روحي وموسيقى وترك المقطوع
ليولد الحزن ويكون ثمرة الخطايا يرسم العار على الجبين
بدايتها قتلت الصباح المشرق وأصبح السواد يخيم عليه
وبألحان موسيقى وترك حًجِبت الشمس بحجابٍ متين
أصبحت الطيور لاتغادر أعشاشها والكلُ في سبات عميق
يحاولون الإستيقاظ وكسر الألحان لكن الحزن لايلين
لحن إمتزج مع الجِراح ليكّون أمواج من البراكين
حممها تلتهب وسط قلبي لتفجر دموع العين
دخانها يخنق أرواح الفراشات الجميلة ويحولها إلى رماد
والآهآت تحرق روحي ولاأجد من عليها يعين
أحزان فوق أحزان تجعل الورود تذبل وتموت
تقسيني على نفسي وتقسي الحياة على قلبي المسكين
وسط المعزوفة إختفت ضحكاتي تلاشت إبتساماتي
تكسّرت كل ألعاب الطفولة بفقد أعصاب اليدين
فقدت الطفولة براءتها وطيبتها أصبحت كاذبة
تطّير الأراجيح في الهواء لتقول لروحي إنكِ تهذين
موسيقاك جسدت موت السعادة في هذه الحياة
فالفرح بعيد بمسافات تجعل الدموع صديقة الخدين
ختامها أكدت لي الألحان أن ليست الآهآت من يغير الحالات
بل الحزن يحجب الرؤية فتغرب الشمس دون أن تلحظها العين
مع نهاية اللحن تجددت آلآمي وأصرت أن تزداد
لذا عجزت روحي وموسيقاك أن تنهياها بأمل السنين
فهبت رياح غدرٍ كسّرت أجنحتي وهويت إلى الأرض
حاولت الوقوف لم أستطع فناديتك لتعزف لي وتحيين
رأيت آهآت تنجب آهآت وسط سواد ظلام الليل الكاحل
ومآسي تصاحب مآسي وأنا عيناي تغلقان الجفنين
أيها الكمان الجريح قبلّني قُبلة الوداع الأخير
وأنثر بجراحك الورود على قبري فرائحتها تعزين
وألبس السواد على روحي كما كان على جسدي جميل
صوتك الوحيد من سيقيم الحِداد فلا غيرك لفراقي حزين