[b]
مع اطلالة شهر الله الفضيل.. شهر رمضان المبارك، يستقبل الناس هذا الشهر حسب درجة ايمانهم ومدى معرفتهم بفضائل ومكارم هذا الشهر العظيم، فبعضهم يستقبله من غرة شهر رجب الاصب، والبعض الاخر من الايام الأولى لشهر شعبان العظيم، وبعضهم من منتصف شعبان، بينما بعض منهم لا يستقبله، وانما يقتحم عليه شهر رمضان اقتحاماً دون ان يلتفت !
الاستقبال ضرورة
فهؤلاء الاصناف المختلفة من الناس يتعامل مع شهر رمضان حسب مقدرته واستيعاب وعائه للتزود من محطة هذا الشهر الروحية الربانية، فمن هؤلاء لا يعرف من معنى شهر رمضان والصيام فيه إلاّ الجوع والعطش وتناول السحور والفطور، فهؤلاء لا ينالون منه إلاّ ما كتب لهممن جوعهم وعطشهم ثم تذهب بركات وفضائل ونفحات ايام وليالي هذا الشهر سدى ودون رجعة، و يكون حالهم كحال ذلك الذي يصلي ولكن دون ان يتلذذ من زاد الخشوع في الصلاة.
ففي الرواية المأثورة، جاء الى رسول الله يسأله عن الخشوع في الصلاة ؟ فأمره (صلى الله عليه وآله) ان يسبغ وضوءه، لأن الوضوء هو تمهيد للصلاة، وهو بحد ذاته بمثابة استقبال لأوامر فريضة الصلاة. وكذلك بالنسبة لأداء مناسك الحج يتوجه الحاج قبل رحيله من اهله واصدقاءه صوب بيت الله الحرام الى تطهير امواله، ابراء الذمة ممن كانوا لهم حق عليه، ثم يشد رحال السفر بقلب طاهر ومطمئن لأستقبال شهر ذي الحجة ومناسكه الفضيلة.
غـرة الشهـور
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال : إنّ عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض. فغرّة الشهور شهر الله عزَّ ذكره، وهو شهر رمضان. وقلب شهر رمضان، ليلة القدر. ونزل القرآن في أوّل ليلة من شهر رمضان، فاستقبل الشهر بالقرآن. ([31])
حرمة شهر رمضان
عن أبي بصير قال : دخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له: ما تقول في الصلاة في شهر رمضان ؟ فقال : لشهر رمضان حرمةٌ وحقٌ لا يشبهه شيء من الشهور، صلِّ ما استطعت في شهر رمضان تطوُّعاً بالليل والنهار، فان استطعت ان تصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة (
فافعل). إنَّ علياً (عليه السلام) في آخر عمره، كان يصلّي في كل يوم وليلة ألف ركعة. ([32])
الصوم جُنّة
عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بُني الإسلام على خمسة أشياء؛ على الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والولاية. وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الصوم جُنّة من النار
زكـاة الأبـدان
عن أبي عبد الله، عن آبائه (عليهم السلام)؛ أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لأصحابه : ألا أخبركم بشيء إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب ؟ قالوا : بلى. قال : الصوم يسوِّد وجهه، والصدقة تكسر ظهره، والحبُّ في الله والموازرةعلى العمل الصالـح يقطع دابره، والاستغفــار يقطع وتينــه. ولكل شيء زكاة، وزكاة الأبدان الصيام
الصوم لي
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إن الله تبارك وتعالى يقول : الصوم لي، وأنا أجزي عليه[/b]