كيف تستطيع نسيان من تحب
عفـــواً..
ليــس بالضرورة أن ننساهم ..
ما دمنا لا نملك قدرة نسيــانهم..
لكننا بالتأكيد نملك قدرة المحـــاولة على نسيانهم..
إذاً.. "فالنحـــــاول"..
التنـــاسي..
تمثيلية غبية نمارسها على الآخريــن..
كي نثبت لهم أننا الأقــوى والأقدر على النسيــان..
إنها تجربة بطيئة ومملة من أجــل اختراع النسيان..
لكنها في معظم الأحيان.. تنجـــح!
لا بأس..
لنتألم قليلاً عند الفـــراق..
أو حتى كثيــراً..
ولنصرخ بصوت مرتفــع..
لكــن.. لماذا لا نعتبر هذه الصرخة.. صرخة الميـــلاد..
و"نحاول"استقــبال الحياة من جديد؟!
حين تغيــب شمس أحلامــكم..
لا تنتظروا شروق شمس جديـــدة..
فقد تتأخر عليكم كثــيراً..
و"حــــاولوا" أنتم أن تبحثوا عنها خلف غيــوم الأيام..
كي لا تضيع سنواتـــكم في ظلمة الانــتظــار!
لسببٍ مــا..
خسرنـــاهم.. ورحلوا..
فأظلمت الدنيا في أعين قلوبنــا..
وضاق الوجود بنــا..
ونعلم جيداً أنهم لــن يعودوا يوماً..
إذاً.. "فلنحــــاول" أن نضيء النور مرة أخرى!
وهذا الطريق يذكرنــا بهم..
فهل نهجر الطريق الذي شهد يوماً فرحة لقاءنا بهم؟
أم نزرع في الطريق وردة حمـــراء..
ونقول له بامتنان شكراً أيها الطريــق؟
تـــرى..
هل "حـــاول" أحدكم وهو عائد إلى نفسه..
بعد أن شيّع جثمان حلم من أحلامه الجميــلة..
أن يمسح دمـــوع قلبه..
ويقبل رأســه في المرآة..
ويقدم لنفسه وردة حمـــراء..
ويردد بينه وبين نفسه:
"اللهم أجرنــي في مصيبتـــي واخلفني خيراً منها"؟
إذا كسرتك الأيام يوماً..
"فحــــاول" أن ترمم نفسك بنفسك..
ولا تمنع نفسك من البكاء..
عند إحساسك برغبة البكاء..
فقدرتك على البكاء "نعمة"..
يحسدك عليها أولئك الذين تبكيـــهم.. ولا يشعرون!
عند الألـــم..
نطرق كل أبواب النسيــان..
فالبعض.. يبــكي كي ينسى..
والبعض.. يضحـــك كي ينسى..
والبعض.. ينـــام كي ينسى..
والبعض.. يتحـــدث بصوت مرتفع كي ينسى..
والبعض.. يصمــت كي ينسى..
والبعض.. يخــــون كي ينسى..
وهو أسوأ أنواع المحاولات.. لأنه بداية الألم وليس نهايته .!
تذكروهم بدفء وحميمية..
ولا تحصوا وجوههم كما يحصي البخيل دنانيره ودراهمه..
كي لا تصابوا بالإحباط عند اكتشاف إفلاس قلوبكم من تلك الوجوه..
و"حـــاولوا" أن ترسموا وجوههم في دفاتركم كالحكايات الجميلة..
واسردوها على قلوبكم قبل النوم..
إذا كان ماضـــيك أسوداً أو مؤلماً..
"فحـــاول" أن تحذفه من تاريخك نهائياً..
وتنكر له قدر استطــاعتك