-- محمد القيسي في بغداد لموقع موطني


"عدت لقيادة سيارتي بحرية وأذهب إلى أي مكان أشاء دون خوف".


هذا ما قالته بشرى فتحي، 41 عاما وهي موظفة حكومية في بغداد. "كنت
في السابق أخشى الخروج وقيادة السيارة بسبب تهديدات الإرهابيين. ولكن الآن
أذهب بها إلى عملي وللتسوق والترفيه عن نفسي وعائلتي".


وليست فتحي الوحيدة التي تقود سياراتها بحرية في شوارع بغداد، فقد
شهدت الشهور الماضية عودة النساء العراقيات إلى قيادة السيارات في مدن
مختلفة. وشهدت دوائر المرورفي مختلف المحافظات توافد عدد كبير من النساء
للحصول على إجازات السوق.

وقال مسؤولون أمنيون ومسؤولون في مديرية المرور العامة إن تحسن الوضع الأمني في العراق واستقراره أدى إلى عودة النساء إلى قيادة السيارات، بعد أن منعت الجماعات الإرهابية النساء من ممارستها خلال السنوات التي سيطروا فيها على عدد من مدن العراق.


وقال العقيد ليث محمد، من مديرية المرور العامة في بغداد، إن
دائرة المرور قررت تقديم تسهيلات كبيرة للنساء الراغبات بالحصول على إجازة
السوق.


وأوضح محمد في حديث لموطني "كان الإرهابيون في السابق يوقفون
السيدات في سيارتهن ويقومون بقتلهن أو سرقة سياراتهن بحجة أن قيادة المرأة
للسيارة حرام. واليوم بعد سيطرة واضحة لقوات الأمن في شوارع العاصمة وباقي
المدن، بات للسيدات الحرية في قيادة سيارتهن. ونريد أن نساعدهم في تحقيق
ذلك".


وأكد محمد أن ضمن التسهيلات التي تقدمها مديرية المرور العامة
والدوائر التابعة لها في المدن العراقية إمكانية ملئ إستمارة طلب اجازة
السوق وتقديمها على موقع المديرية العامة الإلكتروني



كما يمكن للراغبات مراجعة المديرية أو إحدى الدوائر التابعة لها لإجراء الامتحانات الضرورية ودون الحاجة لأخذ موعد.

من جهته، قال الرائد حسين علي، ضابط الحاسبة الإلكترونية في مديرية المرور العامة، إن المديرية والدواشر
التابعة لها سجلت منذ بداية العام الحالي أكثر من 12 ألف طلب اجازة سوق من
نساء عراقيات في مدن مختلفة.

وأوضح علي في حديث لموطني "إن العدد مستمر بازدياد والسبب هو
فقدان الجماعات الإرهابية والمليشيات سيطرتها على المواطنين. وفي نفس الوقت
هناك قوانين وأنظمة تنظم الحياة اليومية للمواطنين وبرعاية القوات الأمنية
العراقية، ولذلك ليس هناك مانع من قيادة النساء للسيارات".


أما إيمان موسى، عضو مجلس النواب العراقي، فقالت في حديث لموطني "
لقد أوجدت الجماعات الإرهابية في السنوات السابقة حججا لتكميم أفواه
النساء وإضطهادهن، وهو عرف لم تأت به أي شريعة سماوية".


وأضافت موسى "إن تعامل العراقيات الآن مع الحياة ببساطة وممارسة دورهن يعني عودة الحياة الطبيعية للعراق".للعراق".

بدورها، قالت سندس عبدالله، ناشطة إجتماعية تختص بشؤون المرأة
العراقية، "وجدت العراقيات فسحة أمل كبيرة لأخذ دورهن الحقيقي في المجتمع،
بعد تلاشي سيطرة الإرهابيين والمليشيات على الحياة العامة".


وأوضحت عبدالله أن قيادة النساء للسيارات في شوارع بغداد
والمحافظات الأخرى وإدارتهن للمحلات وتسلّمهن وظائف محترمة في الدوائر
الحكومية والأهلية أصبح مشهداً مألوفا.


وتابعت "إنها حالة صحية اجتماعية ستؤدي بالتأكيد إلى نمو المجتمع وتقدمه