بنت البلد نابــض برونزي
وسام ختمة القرآن : وسام مسابقة النشاط2011 : الأوسمـــة : australia الجنـــس : المـــــــــــزاج : عدد المساهمات : 1748 نقاط : 2810 السٌّمعَــــــــة : 72 التسجيل : 01/02/2011 العمـــــر : 48
| موضوع: كل عام والحزن بخير مأجورين الإثنين ديسمبر 05, 2011 4:24 pm | |
| مهلا ً أيها الحزن ..! لا تقتحم بابي هكذا كما في كل عام فلا يزال هناك متسعٌ من الوقت ِ للبكاء لا يزالُ أمامي الكثيرَ لأخفيه ، الكثير لأمسحه ، الكثير لأخلعه كي أستقبلَ ذبولكَ السنوي .. بدمع ٍ رحب ! لا تهبط علي هكذا فجأة ً فأثوابي العفويةُ الملونة ُلا تليق ُبأناقة سوادكَ ! و ماكياجي الغير Water proof لن يطيق َأمطاركَ المُرة إذا هَطُلتْ على ملامح بهجتي لتُغِرَقَها ! كيف تأتي هكذا بسرعة ٍ ؟ لتتساقط أقراطي ، وفصوص خواتمي و حبات اللؤلؤ من عنقي ليشحبَ لونُ بشرتي لتنطفئ الابتسامة ُمن ابتسامتي ! و لأعلن العصيان على حكومة الفرح ! ___ أيها الحزن مهلا ً .. أعلمتَ بأنني لم أزلْ بعدُ في حدادي القديم و في سوادي القديم و في ذاكرتي القديمة أعلمت َ أنّ بداخلي موسوعة َ دموع .. و حفلةَ عزاءٍ تتناسبُ و حجم تفاصيلك الأليمة .. أعلمت َ بأنني مذ فرشت َ ذكرياتِ كربلاءٍ على أرضية وجعي طارتْ كل حمائم السعادة من روحي و ضاعت بوصلة النسيان ! فلا تطرقْ الباب يا حزن أدخل على ملامحي أدخل على ملابسي أدخل على جسدي و روحي فأنت لست غريب ! ______ ما الجديد أيها الحزن ؟ هل خرج الحسين مجددا ً ؟ ! ليشق درب ( الرافضين ) للذلة هل أخذ هذه المرة زينب و نسائه و أطفاله ؟ هل أخذ الرضيع و زين العابدين ؟ هل حمل العباس ما يكفي من جرار الماء ! ففي كل عام يسقي الفراتُ كل شيء عدا عطاشى أبي عبد الله هل راجع الحسين أحوال الطقس في كربلاء ؟ فالرضيعُ لا يقوى على الدفن في تراب ٍ من هجير ! هل دَرّب الحسين مهرَ علي ٍالأكبر كي لا يعود ليفجع أمه ليلى ! هل وقف الحسين مجددا ً وحيدا ً ، غريبا ً ، عطشانا ً في وجه جيوش عمر بن سعد هل عانى جسده الشريف من جديد كل السهام ، و كل الرماح ، و كل السيوف هل ركب الشمر اللعين على صدره ؟ هل قطع نحره من الوريد إلى الوريد ؟ هل سحقت خيول الأعوجية أضلاعه و ما تبقى من جسده ؟ هل سُبيت زينب ؟ هل رُوعت نساء الحسين ؟ هل أحرقت الخيام على أطفاله ؟ هل سيقت زينب إلى الشام ، إلى مجلس ابن زياد هل تشفى منها سكان مزابل التاريخ ؟ ما الجديد أيها الحزن ؟ لا شيء جديد ..! فلماذا أسمع صرخة الرضيع في أذني كلما حاولت إطفاء العطش بشربة ماء ! لماذا أرى في كل الأطفال الباكين بكاء سكينة و يتمها ؟ لماذا أشعر بغربة النساء في ليلة الحادي عشر عند كل غروب لماذا أتذكر العباس في كل يد ٍ تمتد إلي بالعطاء لماذا ألعن الشمس كل يوم لأنها لم تبرد في ظهر كربلاء و لماذا أبكي بحرقة ، بحرارة ، بسخونة حزن طري كلما سمعت اسم الحسين ! أيها الحزن كيف لك أن تتسرب إلي عبر كل هذه القرون دون أن تبرد ؟ دون أن تهدأ دون أن تنقص ما هذه الفاجعة القادرة على تحدي القارات و القرون و القادرة على استنزاف العيون و الأقلام و الحناجر .. ما هذا الوجع الذي لا يُسكنه الوقت و لا النسيان و لا سُكر المؤرخين الكاذبين ما هذا الحسين الذي فاض في كل شيء و جسّد كل شيء و عانى كل شيء فما عادت المصائب قادرة ٌ على إدهاشنا بعد كل ما جرى لزينب ___ أيها الحزن مهلا ً .. أتيت زائرا ً أم قابضا ً ؟ إن زرتني فأنت لم تبرحني يوما ً و بداخلي وجع الحسين و إن جئت لتقبض روح فرحي فقد سبقتك سهام حرملة حين قبضت روح الرضيع و روحي ! أيها الحزن تعال و خذني .. ____ | |
|