اكدت منظمة مجاهدي خلق الخميس، ان 400 من اعضاء المنظمة مستعدون للانتقال من معسكرهم في ديالى إلى مكان جديد في بغداد في اختبار لموقف الحكومة العراقية بشأن التعهدات التي قدمتها للامم المتحدة والولايات المتحدة.

وقالت زعيمة المنظمة مريم رجوي في بيان بث على موقع المنظمة الالكتروني ان "دفعة من اربعمئة من السكان سينتقلون من معسكر أشرف ( 65 كيلومترا الى الشمال من بغداد) إلى القاعدة العسكرية الاميركية السابقة "كامب ليبرتي" بالقرب من مطار بغداد في أول فرصة"، مبينة ان "اعادة توطين المجموعة الأولى من السكان هو في الوقت نفسه اختبار لموقف الحكومة العراقية بشأن التعهدات التي قدمتها للامم المتحدة والولايات المتحدة".

وأعلن العراق هذا الشهر تمديد المهلة التي تنتهي نهاية العام 2011 لإغلاق معسكر اشرف مدة ستة أشهر اضافية، للسماح للامم المتحدة بمزيد من الوقت للتوسط في اعادة توطين سكانه الذين يزيد عددهم عن 3000.

واكدت رجوي ان "عملية الانتقال المقررة تستند الى تأكيدات من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ومارتن كوبلر الممثل الخاص للامم المتحدة للعراق بالحفاظ على سلامة السكان وأمنهم".

وكان وفد من الامم المتحدة وصل إلى معسكر اشرف في 27 كانون الاول الجاري للإشراف على مراحل عملية إخلاء المعسكر من أعضاء المنظمة ونقلهم إلى معسكر الحرية (كامب ليبرتي) في العاصمة بغداد بموجب الاتفاق المشترك بين الحكومة المركزية والأمم المتحدة بحسب ما اكد قائمقام قضاء الخالص عدي الخدران لـ"السومرية نيوز".

وأكد رئيس الوزراء نوري المالكي، في 12 تشرين الأول 2011، أنه تم منح منظمة مجاهدي خلق فرصة إلى نهاية العام الحالي، مشيراً إلى أنها من المنظمات الإرهابية التي ليس لها غطاء قانوني، خصوصاً أنها تنفذ عمليات في إيران وتتدخل في الشأن الداخلي العراقي على حد قوله.

وكانت الأمم المتحدة طالبت الحكومة العراقية في (6/12/2011) بتمديد الموعد الذي حددته لإخلاء معسكر أشرف في ديالى لإتاحة الوقت والمساحة الكافية للتوصل إلى حل قد لا يكون متاحاً بشكل كامل قبل 31 كانون الأول 2011، مؤكدة على ضرورة أن يكون أي حل مقبولاً من قبل حكومة العراق وسكان معسكر أشرف في آن.

يشار إلى أن أحد عناصر منظمة خلق الإيرانية قتل وأصيب 12 آخرون، كما أصيب 13 عنصراً من الجيش العراقي بينهم 5 ضباط أحدهم برتبة مقدم، خلال صدامات وقعت بين عناصر المنظمة والجيش العراقي في معسكر أشرف في 8 نيسان 2011، فيما أعلنت المنظمة عن مقتل 28 وإصابة 300 من عناصرها على خلفية الصدامات، في وقت أكدت الحكومة العراقية أن الأجهزة فرضت الأمن على محيط المعسكر بعدما أثار عناصر المنظمة أعمال شغب.

واتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير صدر في وقت سابق، الحكومة العراقية بقتل ما لا يقل عن ثلاثين من عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، وجرح آخرين باستخدام الرصاص الحي في محاولة لقمع احتجاجات ضد القوات العراقية قاموا بها في معسكر أشرف في محافظة ديالى.

يذكر أن منظمة مجاهدين خلق تأسست في 1965 بهدف الإطاحة بنظام شاه إيران، وبعد الثورة الإسلامية في 1979 عارضت النظام الإسلامي، والتجأ الكثير من عناصرها إلى العراق في الثمانينيات خلال الحرب بين إيران والعراق 1980- 1988، وتعتبر المنظمة الجناح المسلح للمجلس الوطني للمقاومة في إيران، ومقره فرنسا، إلا أنها أعلنت عن تخليها عن العنف في حزيران عام 2001.