البصرة تعلن الحداد ثلاثة أيام والصحة تؤكد مغادرة غالبية جرحى التفجير الانتحاري مستشفياتها

أعلن مجلس البصرة، الأحد، الحداد لمدة ثلاثة أيام على ضحايا التفجير الذي وقع أمس، لافتا الى أن الانتحاري جاء من خارج المحافظة بمساعدة أشخاص من أبنائها، فيما ذكرت وزارة الصحة أن غالبية الجرحى غادروا مستشفياتها عقب تلقيهم العلاج وواحد منهم فارق الحياة.

وقال رئيس مجلس محافظة البصرة صباح حسن البزوني في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه، حضرته "السومرية نيوز"، إن "المجلس قرر إعلان حالة الحداد لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من اليوم حزناً على ضحايا التفجير الانتحاري وتكريماً لهم"، مضيفاً أن "التفجير يعد تصعيداً وحشياً وخطيراً في الوضع الأمني على مستوى المحافظة".

ودعا البزوني القوات الأمنية الى "التعامل بأقصى قدر من الحزم مع المنتمين لخلايا تنظيم القاعدة والمتطرفين السلفيين بعد أن تكررت هجماتهم وتنوعت أساليب تنفيذها".

وكان انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه، امس، وسط أعداد من المواطنين في أثناء توجههم سيراً على الأقدام الى جامع الخطوة في منطقة الأمن الداخلي، نحو 8 كم غرب مركز مدينة البصرة، بمناسبة الأربعينية، وأسفر عن مقتل 53 شخصاً وإصابة 137 بجروح بينهم نساء وأطفال.

من جانبه، قال وكيل وزارة الصحة الدكتور ستار الساعدي لـ"السومرية نيوز"، إن "حصيلة التفجير الإنتحاري ارتفعت صباح اليوم بسبب وفاة أحد الجرحى لتبلغ 54 قتيلا، و136 جريحاً غادر نحو 70 منهم المستشفيات بعد تلقيهم العلاج وتحسن حالتهم"، مؤكداً أن "القليل من الجرحى المتبقين حالتهم خطرة، والوزارة أبدت استعدادها لنقل عدد منهم الى مستشفيات في بغداد أو الى خارج البلاد لإجراء عمليات جراحية لهم".

بدوره، قال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة علي غانم المالكي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "القوات الأمنية عثرت في موقع التفجير على رأس الانتحاري، وهي في طور مطابقة ملامح وجهه مع أوصاف وصور تعود لمطلوبين ينتمون الى تنظيم القاعدة لغرض تحديد هويته"، مضيفاً أن "التحقيقات الأولية تفيد بأن الانتحاري قد جاء من خارج المحافظة، وانه حصل بعد وصوله على مساعدة من أشخاص يقيمون فيها".

الى ذلك، اكد محافظ البصرة خلف عبد الصمد خلف أن "الهدف من التفجير الانتحاري هو ترهيب المواطنين لثنيهم عن التوجه سيراً على الأقدام الى جامع الخطوة او الى مدينة كربلاء لإحياء مناسباتهم الدينية"، مشيرا الى أن "الارهابيين مهما يفجرون ويقتلون فإنهم لن يمنعوا الناس أبداً من تأدية شعائرها الدينية".

ولفت عبد الصمد الى أن "الإنتحاري ما كان يستطيع الوصول وتفجير نفسه إن لم تكن في المحافظة حاضنة قامت بايوائه وقدمت له المساعدة"، مؤكداً أن "القوات الأمنية بحاجة الى معلومات عن كافة المواطنين لتطوير جهدها الاستخباري، بالرغم من صعوبة ذلك في ظل عدم إجراء التعداد العام للسكان لغاية الآن".

يذكر أن جامع الخطوة (المسجد الجامع) هو ثاني مسجد بني في الإسلام بعد المسجد النبوي في المدينة المنورة، ويوجد ضمن موقع مدينة البصرة القديمة عند المدخل الشرقي لمركز قضاء الزبير، نحو 17 كم غرب مدينة البصرة، و قد صلى به الامام علي بن ابي طالب اثناء معركة الجمل التي وقعت عام 36 للهجرة، ويكتسب الجامع أهمية دينية كبيرة عند المسلمين الشيعة، بحيث جرت العادة أن يقصده في بعض المناسبات الدينية ومنها مناسبة الأربعينية عشرات آلاف المواطنين من كافة مناطق المحافظة سيراً على الأقدام.