كشفت اللجنة الزراعية في مجلس محافظة كركوك، الاثنين، عن وجود 197 طناً من الشعير التالف في أحد سايلوات المحافظة نقل من محافظة نينوى لاستخدامه كعلف حيواني، وفي حين حمل وزارة التجارة مسؤولية هذا الخلل الذي قد يتسبب بكارثة بيئية وصحية خطيرة، طالبتها بمعالجة فورية للموضوع وتخصيص موازنات مناسبة لتطوير أساليب خزن الحبوب.

وقال رئيس اللجنة برهان مزهر العاصي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "اللجنة فوجئت خلال جولة تفقدية في سايلو كركوك بموجب عملها الرقابي، بوجود 197 طناً من الشعير التالف والمتعفن، تم جلبه مناقلة من محافظة نينوى ضمن كمية تصل إلى عشرة آلاف طن ترد كركوك على وجبات من سايلوات دهوك والموصل بسعر 400 ألف دينار للطن الواحد".

وأضاف العاصي أن "هذه الكمية من الشعير التالف المخصص كعلف حيواني تم تسلمها من سايلو مشيرفة في محافظة نينوى"، مشيراً إلى أن "نسبة الرطوبة فيها تبلغ 14% ، أي أعلى من المعدل المسموح ولا تصلح حتى كعلف حيواني وفيها كتل تفحميه دلالة على تلفها".

وحمل رئيس اللجنة الزراعية في مجلس محافظة كركوك وزارة التجارة "المسؤولية عن مثل هذا الخلل بقرارها إجراء مناقلة في المحاصيل وبيعها لمربي الثروة الحيوانية ضمن حصة محافظة كركوك"، مؤكداً أن "المشكلة إذا لم تحل فستؤدي إلى توقف تجهيز الأعلاف لمربي الثروة الحيوانية ما يعني التسبب بكارثة لهم".

وأوضح العاصي أن "سايلو كركوك يعاني من نقص في الممكنة التي تسهم في فحص المحاصيل، وعطل الجهاز الخاص بفحص النماذج"، لافتاً إلى إن "السايلو بحاجة أساساً إلى جهازي فحص لأهمية ذلك في عمله".

وطالب العاصي وزارة التجارة بضرورة "معالجة هذا الخلل في عمل سايلو كركوك فوراً، والاهتمام بالسايلوات بعامة وتخصيص موزانات مناسبة لتطويرها على وفق التقنيات الحاصلة في مجال التخزين الحديث"، محذراً من "مخاطر بقاء العلف المتعفن وغير الصالح للاستهلاك لما يمكن أن يسببه من تلوث للبيئة فضلاً عن الأمراض السرطانية وتضرر الثروة الحيوانية أو وهلاكها".

وتابع العاصي، أن "هذا الخلل ناجم عن غياب دور المراقبة والمتابعة في عمل وزارة التجارة، لاسيما بالنسبة لتلك المتخصصة في تسويق العلف وتجهيزه"، معتبرا أن ذلك "يدلل على الظلم والإجحاف الذي يتعرض له القطاع الزراعي من جراء غياب الدور الحكومي في دعم المزارع ومربي الثروة الحيوانية".

يذكر أن محافظة كركوك، 250 كم شمال العاصمة بغداد، تعتبر واحدة من أكبر المحافظات الشمالية المنتجة لمحصولي الحنطة والشعير بعد محافظة نينوى، إلا أن الإنتاج فيها شهد تراجعاً بعد سنة 2003 بسبب شحه المياه وعدم تساقط الأمطار بالكميات المناسبة.