بسم الله الرحمن الرحيم
إكرام المرأة في الإسلام
الحمد الله رب العاليمن والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
أحبتي فالله :
لقد رفع الإسلام مكانة المرأة ، وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه؛ فالنساء في الإسلام شقائق الرجال ، وخير الناس خيرهم لأهله؛ فالمسلمة في طفولتها لها حق الرضاع ، والرعاية ، وإحسان التربية ، وهي في ذلك الوقت قرة العين ، وثمرة الفؤاد لوالديها وإخوانها .
وإذا كبرت فهي المعززة المكرمة ، التي يغار عليها وليها ، ويحوطها برعايته ، فلا يرضى أن تمتد إليها أيدٍ بسوء ، ولا ألسنةٌ بأذى ، ولا أعينٌ بخيانة .
وإذا تزوجت كان ذلك بكلمة الله ، وميثاقه الغليظ ؛ فتكون في بيت الزوج بأعز جوار، وأمنع ذمار، وواجب على زوجها إكرامها ، والإحسان إليها ، وكف الأذى عنها .
وإذا كانت أماً كان برُّها مقروناً بحق الله - تعالى - وعقوقها والإساءة إليها مقروناً بالشرك بالله ، والفساد في الأرض .
وإذا كانت أختاً فهي التي أُمر المسلم بصلتها ، وإكرامها ، والغيرة عليها .
وإذا كانت خالة كانت بمنزلة الأم في البر والصلة .
وإذا كانت جدة ، أو كبيرة في السن زادت قيمتها لدى أولادها ، وأحفادها ، وجميع أقاربها ؛ فلا يكاد يرد لها طلب ، ولا يُسَفَّه لها رأي .
وإذا كانت بعيدةعن الإنسان لا يدنيها قرابة أو جوار كان لها حق الإسلام العام من كف الأذى ، وغض البصر، ونحو ذلك .
ومن إكرام الإسلام للمرأة أن أمرها بما يصونها ، ويحفظ كرامتها ، ويحميها من الألسنة البذيئة ، والأعين الغادرة ، والأيدي الباطشة ؛ فأمرها بالحجاب والستر، والبعد عن التبرج والسفر، وعن الاختلاط بالرجال الأجانب ، وعن كل ما يؤدي إلى فتنتها .
ومن إكرام الإسلام لها: أن أمر الزوج بالإنفاق عليها ، وإحسان معاشرتها ، والحذر من ظلمها ، والإساءة إليها .
وللحديث بقية
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبة أجمعين