تظاهر المئات من مقلدي المرجع الديني محمود الحسني الصرخي وسط مدينة البصرة، الاثنين، مطالبين بوقف الهجمات ضد مكاتب ومساجد وحسينيات مرجعيتهم، والتحقيق فيها من قبل الحكومات المحلية والقوات الأمنية، محذرين في بيان من "محاولات شيطانية لاثارة الفتنة بين أبناء المذهب الواحد".

وقال أحد المتظاهرين ويدعى حيدر العبودي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المئات من أبناء المحافظة تظاهروا في منطقة العشار، وسط مدينة البصرة، احتجاجاً على الاعتداءات التي استهدفت مكاتب ومسجد وحسينية تعود الى المرجع الديني السيد محمود الحسني الصرخي"، مؤكداً أن "عملية حرق مسجد (فارس الحجاز) يوم أمس أدت الى احراق نسخ من القرآن الكريم، وهو ما دفعنا الى التظاهر للتعبير عن استنكارنا الشديد".

بدوره، قال متظاهر آخر يدعى حسين المازني في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "التظاهرة السلمية شارك فيها مواطنون من كافة مناطق المحافظة من ضمنهم نساء، ومن المتوقع ان تعقبها تظاهرات أخرى في حال تكرار الهجمات على اي من مكاتب ومساجد وحسينيات مرجعية الحسني الصرخي"، مضيفاً أن "المتظاهرين يطالبون المرجع الديني السيد علي السيستاني بالتدخل واعلان موقفه من تلك الأحداث".

وقد وزع المتظاهرون الذين لا يقل عددهم عن 300 فرد بياناً موقعاً باسم "جماهير البصرة" طالبوا فيه القوات الأمنية والحكومة المحلية في محافظات الجنوب والفرات الأوسط بفتح تحقيق شامل في عمليات حرق مسجد وحسينية ومكاتب دينية تابعة لمرجعية الصرخي، وبحسب البيان فان استهدافها "محاولات شيطانية هدفها اثارة الفتنة بين أبناء المذهب الواحد".

وقام بعض المشاركين في التظاهرة التي تقدمها شيوخ عشائر وخلت من رجال الدين بحمل نسخ القرآن الكريم التي مستها النار خلال احراق مسجد في ناحية أم قصر، فيما ردد آخرون هتافات تندد بحرقها، اما القوات الأمنية فقد فرضت حولهم اجراءات مشددة تضمنت منعهم من التحرك بشكل جماعي من المكان الذي احتشدوا فيه لعدم حصول التظاهرة على موافقة مسبقة.

وكانت تعرضت مكاتب وحسينية ومسجد تعود للمرجع الديني محمود الحسني الصرخي في محافظات ذي قار والقادسية والبصرة إلى عمليات إحراق، حيث أضرم مجهولون، أمس الأحد، النار في مسجد (فارس الحجاز) في ناحية أم قصر، نحو 60 كم جنوب غرب مدينة البصرة، وذلك بعد يومين على إصابة خمسة أشخاص بحريق أضرمه مواطنون غاضبون داخل مكتب الصرخي في قضاء الرفاعي بمحافظة ذي قار، بينما أحرق مجهولون، أمس، مكتباً آخر يقع في ناحية السدير، نحو 20 كم جنوب مدينة الديوانية، واليوم تعرضت الى حادث مماثل حسينية تعود لأنصار الصرخي تقع في قضاء عفك، نحو 45 كم شرق مدينة الديوانية.

في غضون تلك الأحداث تعرضت منازل العديد من ممثلي المرجع الديني علي السيستاني في بعض محافظات الجنوب والفرات الأوسط لعمليات استهداف بعبوات ناسفة وقنابل يدوية حيث أحبطت قوة أمنية، أمس، محاولة لاستهداف منزل وكيل المرجع السيستاني أياد الشريفي بعبوة ناسفة في حي الأكرمين في مدينة الحلة، فيما نجا وكيل آخر بمحافظة ذي قار، أول أمس السبت، من محاولة اغتيال بقنبلة يدوية ألقاها عليه مجهول في ناحية قلعة سكر شمال المحافظة، كما شهدت محافظة القادسية هجومين بقنابل يدوية استهدف الأول منزل أحد كبار مقلدي المرجع السيستاني وهو شقيق إمام مسجد العروة الوثقى، فيما استهدف الهجوم الثاني منزل معتمد نفس المرجعية الشيخ باسم الوائلي، في حي العروبة وسط الديوانية، من دون ان تسفر تلك الهجمات كلها عن خسائر بشرية.