يوم أن أطلق الأولون سهام الدعاء في الأسحار ، وأوقات الإجابة ..
قهروا أعداءهم ، وسادوا ، وشادوا ..
فليس أكرم على الله من ..
الدعاء ..
فهو العبادة ..
وهو الذل ، والانكسار ..
وهو الرجاء ، والافتقار ..
وهو طريق الصبر ، والانتصار ..
فيه ..
صدق اللجوء ..
وتفويض الأمر ..
والتوكل على الله ..
عبادة سهلة ميسرة ..
غير مقيدة بمكان ، ولا زمان ، ولا حال من الأحوال ..
فهي ..
في الليل ، والنهار ..
والبر ، والبحر ، والجو ..
وفي السفر ، والحضر ..
وحال الغنى ، والفقر ..
والمرض ، والصحة ..
والسر ، والعلانية ..
فالدعاء _ وأيم الله _ وظيفة العمر ..
به ..
يُرفع البلاء ..
ويُدفع الشقاء ..
قال تعالى عن خليله إبراهيم :{ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيّاً }..
بالدعاء ..
تستجلب الرحمات ..
وبه العز ، والتمكين ، ورفعة الدرجات ..
فلله ما أعظم الدعاء ..
وما أعظم نعمة الله على عباده به ..
جُمعت شروطه وآدابه ..
في قوله تعالى : { ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المعتدين، وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}..
أركانه :
الإخلاص ..
والمتابعة ..
مع اليقين ، وحسن الظن بالله ..
من غير اعتداء بإثم ، أو قطيعة ..
مع الاستفتاح بالحمد والثناء على ربّ الأرض والسماء بما هو أهله ..
والصلاة على خاتم الأنبياء في أوله ، ووسطه ، وخاتمته ؛ فهي للدعاء كالجناح يصعد بخالصه إلى عنان السماء ..
مع ..
طيب مطعم ، وملبس ، ومسكن ..
وإيقان بالإجابة ..
{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ..
فإذا ..
استوفى الدعاء شروطه ..
وانتفت موانعه ..
لا يُرد بإذن الله ..
إذا ..
استوفى الدعاء شروطه ..
وانتفت موانعه ..
لا يُرد بإذن الله ..
قال سهل التستري :
شروط الدعاء سبعه ..
أولها التضرع ..
والخوف ..
والرجاء ..
والمداومه ..
والخشوع ..
والعموم ..
وأكل الحلال ..
وقال ابن عطاء :
إن للدعاء ..
أركاناً ..
وأجنحه ..
وأسباباً ..
وأوقاتاً ..
فإن وافق أركانه ..قوي ..
وإن وافق أجنحته ..طار في السماء ..
وإن وافق مواقيته ..فاز ..
وإن وافق أسبابه ..أنجح ..
فأركانه :
حضور القلب ، والرأفه ، والاستكانه ، والخشوع ..
وأجنحته :
الصدق ..
ومواقيته :
الأسحار .