الموضوع الذي ارغب بطرحه اليوم هو مهم جداً وحساس بنفس الوقت...اريد مشاركة الجميع فيه لان اراءكم تهمني كثيراً وكلكــم شباب بعمر مقارب لاصحاب القصة التي ساسردها لكم بعد قليل...قررت ان اعمل استطلاع للرأي لهذا اتمنى ان تعطوني رأيكم بمنتهى الصراحة والشفافية...اوكي...لا تفشلوني وعدت اشوف حل للمشكلة....
القصة ببساطة طرحتها امامي احدى صديقاتي وهي عن قريبتها التي احبت شاباً ...القصة تقول ان هذه الفتاة التي هي في الثلاثينات من عمرها الان قد عاشت عذاباً كبيراً والماً لا يمكن لقلب ان يتحمله بسبب خيانة حبيبها لها حتى وصل بها الحال الى المرض والنوم بالمستشفيات ... لقد كانت فتاة رائعة الجمال ..يتمنى الشباب نظرة من عينيها او بسمة من شفتيها المرسومتين ...طموحة ...مبتهجة ونشيطة في عملها...تحب الخير لكل الناس ...يعشقها كل من يعاشرها لطيبتها ونبل اخلاقها وكرمها...اسلوبها بالحديث يجذب كل من يتحدث اليها..حتى اصبح الخطابون يطرقون بابها كل يوم ...ولكنها احبت شاباً اختارها قبل ان تختاره....عاشت معه ايام جميلة بحب واخلاص...تحكم بها وبشخصيتها...تدخل بكل شيء بحياتها حتى في لبسها وكلامها وتصرفاتها ...لايعجبه اي شيء ...فبعد ان كان من اشد المعجبين بلبسها واناقتها وطريقة كلامها اصبح الان لا يطيق اي شيء...لو تحدثت مع قريبها يشك بوجود علاقة بينهما...لو سلمت على زميل لها بالعمل يغضب ويطلب منها ان لا تتحدث مع اي رجل مهما كان...غيرته اصبحت تخنقها...تحولت من فتاة واثقة من نفسها الى اخرى مهزوزة ...لا تعرف ماذا تفعل او كيف تتصرف...لم تعد تدري مالصح ومالغلط...كل شيء اصبحت تفكر فيه يجب ان تفكر اذا كان حبيبها موافق عليه ام سيرفضه...هل سيقول عنه صح ام خطأ...ولكنها تحبه وتعشقه لهذا تحملت وصبرت عسى ان يعود الى طبيعته بعد الزواج ويتأكد بانها لاتحب سواه مهما كثر معجبيها فهي لاتهتم لهم...ولاتعيرهم اي انتباه...هو الرجل الوحيد بحياتها..مرت سنين وهو على وعده ولكن مجرد كلام دون تنفيذ...كلما تسأله عن موعد الخطوبة يتجاهل ويتحجج بشيء ...الى ان جاء اليوم الذي تحطمت فيه للابد عندما سمعت بنبأ خطوبته ...وعندما واجهته هرب من المواجهة ولم يقل اي كلمة غير لازلت احبكِ.....اين هو هذا الحب الذي يتحدث عنه...؟؟؟ انه سيتزوج ...غرز بقلبها سيف الغدر والخيانة ويقول بانه يحبها ...كيف ذلك...صدمت الفتاة المسكينة...الخبر نزل عليها مثل الصاعقة ولم يرحمها...اختنقت الدموع بعينيها ...والغصة الجمت لسانها من البوح باي كلمة...كل الذي فعلته انها ادارت وجهها ...لتعود الي بيتها مكسورة الجناح ....محطمة الفؤاد...وقعت على الارض مغماً عليها ...اخذها اهلها الى المستشفى وهم لايعلمون بما جرى مع ابنتهم.....الطبيب الذي اشرف على علاجها قال انهيار عصبي سببه صدمة قوية لم يتحملها قلبها...فانهارت ...سألوا صديقتها المقربة فاعترفت لهم بما جرى...ولكنهم انشغلوا بابنتهم التي تنازع رافضة العلاج وترغب بالموت...الفتاة الطموحة المليئة بالحياة والامل ...اصبحت انسانة يائسة ...مكسورة الجناح...لا ترغب بشيء سوى الموت...كرهت كل شيء حتى نفسها...اصبحت شبه مجنونة ...فقط تسأل كلمة واحدة....لمـــاذا يــارب...؟؟؟
وبعد مرور ايام ...عادت الى بيت اهلها حزينة ...كئيبة...لا ترغب بان تتكلم مع احد او ترى احد...نصحها الاطباء بتغيير جوها ...ولكنها ترفض الذهاب الى اي مكان...كرهت كل شيء بالحياة خصوصاً الرجال...حتى اخوتها كرهتهم...لانهم رجال..مرت سنة بعد الحادثة ...عادت اليها ابتسامتها التي فارقتها..وبصيص من الامل بالحياة ولكونها انسانة مؤمنة رضت بالذي قسمه لها الرب...عرفت بان حبيبها الخائن لم يكن من نصيبها...ولكنها ظلت تسأل وتسأل لمــاذا يارب..؟؟؟ ولم تعرف الاجابة لحد الان..
تغيرت كثيراً ...ولكن طيبتها بقيت على حالها ولم تتغير...اسلوبها بالكلام لازال كما هو...ابتسامتها التي تسحر الالباب عادت كالسابق مع لمحة من الحزن ..كل شيء عاد الا بريق عينيها الذي كان يسحر القلوب...اختفى البريق ولم يعد له وجود الان..معجبوها عادوا ايضاً كالسابق رغم مرور سنين...مشكلتها الان ان سنين عمرها التي هدرتها بحب خائن لم يستحق حبها يوماً لن تعود ...لقد كبرت الان ولم تعد تلك الشابة الصغيرة في العشرينات من عمرها...لقد اصبحت الان بالثلاثينات وعندما تفكر بالزواج عليها ان تلغي قلبها وتتحكم بعقلها فقط....ولكنها ترفض كل من يتقدم اليها ...لازالت خائفة من الغدر والخيانة...لا زالت عديمة الثقة بالرجال...الى ان جاء اليوم الذي تعرفت فيه على شاب لا لشيء سوى لانها احتاجت الى مساعدته بامر يخص العمل...اعجبت باسلوبه وشخصيته...وهو بادلها نفس الشعور...تقارب اراءهم وافكارهم جعلهما يتقربان من بعضهما دون معرفة احدهما للاخر بشكل جدي...وعندما قررا ان يتعرفا على بعضهما كان الشاب قد وقع بغرامها ...واعترف لها بذلك...بالاول اعتبرته يجاملها كونها تخاف عليه كثيراً وتحرص على ان تطمأن عليه كل يوم ...ولكنه عاد وكرر لها حبه وعشقه لها اكثر من مرة ...ولمجرد المعرفة سألته عن عمره ...قال لها انه بالعشرينات من عمره...لم تصدق ما سمعته اذناها فطلبت منه ان يعيد ما قال...فاجاب عمري...بالعشرينات...انصدمت المسكينة مرة ثانية...الشخص الوحيد الذي وثقت به طول هذه السنين وبعد ان عادت اليها ضحكتها وبدا قلبها يخفق من جديد بعد ان كان نسي كيف يخفق للحب...بعد ان فتحت ابواب قلبها مرة ثانية للعشق والغرام...تصطدم بصخرة الواقع الاليم...حبيبها يصغرها باكثر من عشرة اعوام....معقول..؟؟؟
نعم حبيبها يصغرها بعشرة اعوام...ياللهول...يا للمصيبة ...كيف ستواجه العالم...الكل سيقف بطريقها وسيقول انجنت هذه المرة اكيد....كيف تحب شخصاً يصغرها كل هذه السنين...؟؟؟ الا تخجل من نفسها..؟؟ الا يوجد من هم في سنها او اكبر منها..؟؟؟ نحن نعيش بمجتمع ضيق الافق...كل شيء عيب للبنت وحرام وغير مسموح به...حتى المشاعر البنبيلة للفتاة فيها شروط قاسية...تالمت الفتاة وبكت بمرارة ...وعندما سألها حبيبها لماذا تبكي فهي تحطمه ...دموعها تؤلمه...اجابته والغصة تحرقها ...حبنا مستحيل ...لماذا..؟؟ لانني اكبرك بعشرة اعوام...وماذا في ذلك انا لايهمني...اجابها..
فقالت له كيف لايهمك...انت لازلت بمقتبل العمر وانا اكل الدهر علي وشرب...قال لها حبي لك اكبر من كل شيء...اتحدى المستحيل من اجلك ...لايمكنني العيش بدونك...ولا ان ابتعد عنك...المهم يا اعزاءي لا اريد ان اطيل عليكم اكثر بالتفاصيل الصغيرة...المهم انه اقنعها بحبه ...وهي كانت تحبه باعماقها وتريده لذلك تجاوبت معه ولكنها خائفة من رد فعل الناس...؟؟؟
هنــا انــا اقول لماذا عندما يتزوج رجل في الاربعين او الخمسين من عمره من فتاة تصغره بعشرين عاماً او اكثر نراها مسألة طبيعية جداً ...ولكن اذا تزوجت فتاة من شاب يصغرها ولو بعامين نعتبرها مسالة مهمة وجريمة لا تغتفر ونظل نتكلم بها ولا نرحم الفتاة ...
اريــد رأيكم بهذا الموضوع