اجمل قصيدة قيلت فى حق السيدة خديجة الكبرى عليها السلام
تاج القداسة و الجلال....و عرائس الحسن الغوال
و كواكب الشرف الرفيع....تدق أبراج الكمال
والمال لا يحصى لديها....و الجمال ذرا الجمال..!
و العز ملك يمينها....وجميع ما تبغى تنال
والطهر تاج جميلة....تثرى به عرش الجلال
و العفة الزهراء درع....للجمال من الدلال
و العقل يستبق النهى....برزانة تزن الجبال
و الرأى سهم صائب ....بالحق فى الأمر العضال
وهى الحسيبة فوق كل....حسيبة وبلا مثال
و الكل يسعى خاطبا....ود العفيفة فى ابتهال
لكن بنت خويلد....تسمو إلى خير الرجال
رأت النجوم ببيتها....و الشمس تعتنق الهلال
هذا محمد الأمين.... تراه فى عين الخيال
زوجا به تسمو الحياة ....ويزدهى عقد الكمال
قد أرسلته على تجارتها....فصال بها وجال..
و أتى لها بأمانة....مثلى و تشريف و مال
و الناس تلهث فى الهجير....و تستجير و لم يبال
فالله أرسل غيمة....نثرت على الهادى الظلال..!
بنسيمها و صفائها....تبعته فى كل ارتحال
قد شاقها منه اكتمال....طهارة قبل الجمال
و تهزها منه الأمانة....فى المقال وفى الفعال
ويدق قلب خديجة....و الحب يستبق المحال
طلبت يديه من السماء....و كان أشبه بالخيال..!
و سمت لنور "محمد"....ترجوه زوجا فى الحلال
فيجيب مولاها الدعاء وقد بدا صعب المنال
"فمحمد" و "خديجة".....زوجان ما لهما مثال
فإذا ذكرت محاسنا.....فهما المحاسن لا جدال
الأم سيدة النساء ....و زوجها خيرالرجال
بالنور تفعم قلبها....فتنول ماقد لا ينال
قد أنجبت خير النساء ....وخير غوال
أمثال "فاطمة" ....البتول
فتألق النور المهيمن....ساجيا بين التلال
فأضاء مكة كلها....و اجتاز آفاق الخيال..!
و تفجرت فى هذه الصحراء....عين من زلال
إن كال صوت الشر ....أصبح رائدا فى كل ضال
فلقد دنا ركب انتصار....الحق و الدنيا سجال
فتحوم روح "محمد"....نحو الخلاء والاعتزال
لتقام فى بطحاء مكة....قلعة تمحو الضلال
يا يوم أن جاء النبى....الغار فى قمم الجبال
و أتاه جبريل الأمين.....الوحى من رب الجلال
ورآه أجنحة تطوف....من اليمين إلى الشمال
و يهزه هزا شديدا....وهو يدعو فى ابتهال
و دعا "خديجة" زملونى....إنها آى ثقال..!
و يقص قصة بعثه....و الزوج تسبح فى الخيال
و تقول لا و الله لا.....يخزيك ربك ذو الجلال
أنت الذى كفل اليتيم....و كان مقطوع الوصال
و وصلت أرحام العباد.....على الهدى فى كل حال
وحملت كلا مستجيرا....شفه ألم الهزال
و رعيت محتاجا فقيرا....آده ثقل العيال
وأقمت ذا عدم ضعيفا....كان فى عمر الزوال
و رفعت ضيفك للعلا....فأقمت عزا لا ينال
و أعنت فى الحق الكثير....فأنت كوكبة الخصال
يامن تعين على النوائب....دون من أو كلال
قم يا "محمد" لابن عمى....كى يجيب على السؤال
أخذته توا "لابن نوفل"....فى سنا خير الليال
كى تمسح الأوهام عنه....فيستطيب لما يقال
فأتاه "نوفل" باليقين....و قال فى أسمى مقال
هذا هو الناموس يا ابن....العم آت لا محال
أنت النبى المرتجى....يمحو الإله بك الضلال
يا ليتنى أحيا لنصرك....حين يخرجك الرجال
قال الرسول أمخرجىُ؟!!....فقال "نوفل" لا جدال
لتكذبن..و تؤذين.....و تحملن على القتال
يا سعدها من زوجة....سبقت بواقعها الخيال
أهو الرسول و بعثه.....بالحق أوشك ان ينال؟!
و تحل بعثة "أحمد".....فتهب سعيا للنضال
أعطته ما ملكت يداها....من إمارات و مال
و جميع ما يزجى إليها....من مفاتيح النوال
و تجارة كانت لها....أعيت حمولتها الجمال
دفعت بهذا كله....للدين لا تخشى النكال
وبنفسها وشبابها....لم تخش عاقبة القتال
أم حنون ترتقى....لأمومة ، أنى تطال؟
زوج كريم يرتجى ....ليزين واجهة الجمال
أم و زوج ماترى....تغنى له فىكل حال
فهى الأمومة حينما....تسمو إلى قمم الكمال
ترعى "لأحمد" حقه....و تذود عنه بكل غال
قد صدقته بأصغريها....حين كذبه الرجال
فأحبها حبا تزول....له الجبال ولا يزال
فالشمس تشرق كل يوم....ثم تغرب لا محال
لكن شمس "خديجة"....تأبى الغروب أو الزوال
فوراء جمع الخالدين....كواكب الحسن الغوال