بغداد
لوكانت بغداد موتاً
فليتَ قبري مسكونا
وإن كان هوائها سماً
ليتني أذوق بكِ الموت مسموما
بغداد من أُحب وسُكناكِ الفؤادُ
فكيف أقوى على العيش بعيدا
كيفَ تركتُ القلب بِلا نبضٍ
بل إنهُ لأمراً رهيبا
كلُ حزنُ كلُ أمل كلُ فرح
كانَ بكِ و لكي بت وحيدا
عيونكِ يا بغداد تبكي
و أنا المتفرجُ إبنكْ الملعونا
أنتِ ألروح وأنتِ الحياة
فلا حياةُ من بعدُكِ والله شهيدا
كيفَ الحياةُ ولا يتسرب دجلةُ
إلى دمي وأشرب ألماء مضضا
وكيف الحياة ولا أرى شمسُكِ
وأتنشق الهواء سموما
بغداد الهلال يوم العيد
فكيف العيد وهلالك بعيدا
بغداد منبعُ العلمُ وبيت القصيد
فلي الجهلُ إن عزمتُ الرحيلا