عيد الـغـديـر
الواقعة :
أنهى رسول الله (ص) حجه و انصرف راجعاً إلى المدينة ووصل إلى غدير خم من الجحفة التي تتشعب فيها طرق المدنيين و العراقيين والمصريين و ذلك يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة .فهبط عليه جبرائيل الأمين بالوحي : { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس } . وأمره أن يقيم علياً (ع) علماً للناس ويبلغهم ما نزل فيه من الولاية وفرض الطاعة على كل أحد وكان أوائل القوم قريباً من الجحفة ، فأمر رسول الله (ص) أن يُرَد من تقدم منهم و يُحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان . فصلى بالناس ، فلما انصرف من صلاته قام خطيباً وسط القوم و أسمع الجميع فقال في خطبة طويلة جاء فيها :
" إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين و أنا أولى بهم من أنفسهم . فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و أدر الحق معه حيثما دار " .
عندها نزل قوله تـعـالى :
{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً } .
فقال النبي (ص) : " الله أكبـرعلى إكمال الدين و إتمام النعمة ورضا الرب برسالتي والولاية لعلي من بعدي " .ثم طفق القوم يهنئون أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه قائلين : بخٍ بخٍ لك يا علي , أصبحت مولانا و مولى كل مؤمن و مؤمنة .
أهمـية يوم الغدير :
هو أعظم الأعياد ، ما بعث الله تعالى نبياً إلا وهو يعيّد هذا اليوم ويحفظ حرمته ، واسم هذا اليوم في السماء يوم العهد المعهود ، واسمه في الأرض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود .
وقد روي عن الإمام الصادق (ع) عندما سئل هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والأضحى والفطر .
قال (ع) : " نعم أعظمها حرمة " . قال الراوي : وأي يوم هو ؟ . قال (ع) : " اليوم الذي نصب فيه رسول الله (ص) أمير المؤمنين (ع) وقال من كنت مولاه فعلي مولاه وهو يوم الثامن عشر من ذي الحجة " . قال الراوي : وما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم ؟ . قال (ع) : " الصيام والعبادة والذكر لمحمد وآل محمد عليهم السلام " . .
وفي حديث أبي نصر البيزنطي عن الرضا (ع) أنه قال : " يابن أبي نصر أينما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين فإن الله تبارك وتعالى يغـفر لكل مؤمن و مؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ويعـتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان و ليلة القدر وليلة الفطر ، ولدرهم فيه بألف درهم ... وأفضل على إخوانك في هذا اليوم ، وسُر فيه كل مؤمن و مؤمنة ، والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشر مرات " .
أعمال يوم الغدير :
الصوم : وهو كفارة ذنوب ستين سنة ـ الغسل ـ زيارة أمير المؤمنين (ع) ـ أن يصلي ركعتين ثم يسجد ويشكر الله تعالى مئة مرة " الشكر لله " ، ثم يقرأ دعاء ورد في مفاتيح الجنان ـ أن يقرأ دعاء الندبة ـ دعاء اللهم أسألك بحق محمد وعلي وليك ... ـ تهنئة المؤمنين ـ قراءة مئة مرة دعاء " الحمد لله الذي جعل كمال الدين و تمام نعمته بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) " ـ المؤاخاة بين المؤمنين بأن يضع المؤمن يده اليمنى على اليد اليمنى لأخيه ويقول : آخيتك في الله و صافيتك في الله و عاهدت الله و ملائكته و كتبه ورسله و أنبياءه والأئمة المعصومين عليهم السلام على أني إن كنت من أهل الجنة والشفاعة و أذن لي بأن أدخل الجنة لا أدخلها إلا و أنت معي ، ثم يقول أخـوه الـمؤمـن : قـبلت ، ثـم يقول : أسقطت عنك جميع حقوق الأخوة ما خلا الشفاعة والدعاء والزيارة .
كل عام وانتم بالف خير الحمد لله اللذي رزقنا ولايتهم ومحبتهم في الدنيا ونساله شفاعتهم بلاخره انه سميع مجيب