ملعب الناصرية الفاشل وناديه الخاسر
حيدر محمد الوائلي
في مباراة بين نادي الزوراء ونادي الناصرية دارت رحاها على أرض ملعب الناصرية...
ترى جماهير الناصرية مزدحمة لمؤازرة فريقها حيث لم تكفهم مدرجات الملعب القديم البائس وأرضه الأكثر قدماً وبؤساً فتقافزوا على كل شيء يمكن الجلوس أو الوقوف عليه، وتصافوا حول سور ملعب المباراة، فمدرجات الملعب وقوفاً لا جلوساً تسع لحوالي خمسة آلاف متفرج والحضور حوالي عشرة آلاف، غير الذي لم يحضر لعلمه بعدم وجود شاغر وهم بالآلاف...
خسرنا المباراة كالعادة...
ملعب الناصرية الدولي!! –الخرابة-!! يرحب بكم...
هذا الملعب الذي كما قلت يتسع لحوالي (خمسة آلاف متفرج) وهو أرقى ملاعب مدينة الناصرية الذي يصل تعدادها لمليون نسمة، وأرقى ملاعب محافظة ذي قار التي يتجاوز عدد سكانها مليوني نسمة، وهو الأرقى لسبب واحد فقط...
لا توجد ملاعب غيره في المحافظة حتى تنافسه...!!
يهتف الجماهير المساكين الجالسين على مدرجات من كونكريت مسلح خشن متهدم يسلخ (الط.....) سلخاً لدى الجلوس عليه، وبالرغم من ذلك تجد إصرار المشجعين على الحضور والذين يهتفون مشجعين من على مدرجات الملعب المتهرئة والمتهدمة، دعماً لنادي الناصرية المسكين الفقير الذي لا يكترث له أحد ولا يقدم له الدعم أحد والذي لا يوجد لا مسؤول يتبناه ولا شركة راعية ترعاه ولا دعم وزاري ينقذه...
رغم كل هذا البؤس يهتف الجمهور صارخاً:
(هيلة عليهم هيلة...ذي قار بعدة بحيلة) و (هيلا هلا ... هل هلا هيلا)...!!
رغم أن نادي الناصرية لم يفز في أي مباراة لعبها ماعدا مباراته مع نادي السماوة...!!
لماذا لا يكون الإصرار والمطالبة من مسؤولي الرياضة ومسؤولي المحافظة على تشييد ملعب كبير وعصري وهو حق لمدينة ولا يمن به أحد عليها...
لماذا لا يتم بناء ملعب جديد بدل الملعب الحالي وكذلك بناء محال تجارية على طول سياج الملعب الخارجي الواقع في منطقة جيدة وتأجير تلك المحلات من قبل البلدية ويكون ريعها لدعم النادي...
لماذا هذا الإهمال المتعمد لقطاع الرياضة رغم كثرة الرياضيين في المحافظة، ألا يستحسن تشييد الملاعب الرياضية الكبيرة والعصرية لتكون على الأقل واجهه لمحافظة كانت على أرضها مهد الحضارات وأمجدها...
لماذا لا ترون هذا البؤس المخيّم على الشباب الرياضي و(شيّابه) يرون المحافظة لا يوجد فيها ملعب كبير وعصري وكل سنة يتكرم البعض بصبغ الملعب القديم ليخفوا عيوبه رغم أنه كله عيوب من (أساسه لأم رأسه)...
لماذا هذا الأهمال والتقاعس...
ألا يحب المسؤولون في المحافظة أن يروا محافظتهم جميلة وأنيقة وفيها ملعب كبير وعصري يحضره الناس ليس فقط لمشاهدة مباريات بل للتنزه أيضاً...
ألا يحب المسؤولون في المحافظة أن لو يمر مسؤول دولة أجنبية أو عربية أو سائحين وينظرون في المدينة مرافق عصرية ومنها ملعب كبير في المنطقة التي فيها الملعب القديم اليوم ويضمون للملعب المناطق التي خلفه ويشيدون عليها ملعب عملاق يلفت الأنظار ويعطي الأمل بأزدهار طال إنتظاره...
ألا يحب المسؤولون ذلك أم ماذا...
ألا يعرفون ذلك أم أن (بعضهم) لا يعرفون كيف يتصرفون...
ألا يحب المسؤولون ذلك أم أن (بعضهم) مسيرون ولا يملكون القدرة لإتخاذ القرار...
ألا يحب المسؤولون ذلك أم أنهم لا يكترثون لحال مدنتهم ومحافظتهم ولا يعيرون لها أدنى إهتمام لها، على عكس بيوتهم...
ألا يحب المسؤولون أن يروا أبناء المحافظة يمارسون الرياضة في ساحات شعبية خضراء لا جرداء وأؤكد لكم أنها ستمتلئ بالكامل بلاعبين ومتفرجين من كافة الأعمار فقد تكرموا وهيئوها وازرعوها والله من ينمي زرعها...
ألا يحب المسؤولون ذلك أم ماذا...؟!
مالكم لا تجيبون...!!
وإن فكرتم أن تجيبوا فدعوا أفعالكم تجيب عنكم، وعندها سيكون الناس لكم شاكرين على أدائكم واجباتكم التي تتقاضون عليها رواتباً مجزية...
ولو تعذرتم فلا تصرحوا بالأعذار لكي لا تهدموا الأمل البسيط المتبقي لحياة أفضل فلقد سئمت الناس الأعذار...
تكلمت عن مدينة الناصرية وناديها على أساس أنه أفضل ما يكون في المحافظة ككل والتي يتجاوز تعداد سكانها مليوني نسمة...
وإذا كان الأفضل مقارنة بغيره كذلك فليتخيل المنصف كيف سيكون الأسوأ ...!!