عظم الله اجوركم لذكرى استشهاد الامام الحسن العسكري عليه الصلاة والسلام
هو
الحادي عشر من الأئمة المعصومين عليهم السلام، وكنيته أبو محمد. ولقبه العسكري نسبة
إلى المحلة التي سكنها هو وأبوه بسامراء والتي كانت تسمى (العسكر).
ولد
بالمدينة يوم 14 ربيع الثاني وقيل 10 من ربيع الآخر من سنة 232 للهجرة.
وتوفي يوم الجمعة 8 ربيع الأول سنة 260
للهجرة. ودفن إلى جنب أبيه في سامراء وكان عمره 28 سنة. وقد نص عليه أبوه بالإمامة
وكان عليه السلام أفضل أهل زمانه بعد أبيه لاجتماع صفات الأفضلية فيه، كريماً سخياً
ما قصده ذو حاجة ورجع خائباً. وكان على جانب كبير من العبادة.
من كراماته (عليه
السلام):
لما حبسه المعتمد العباسي عند صالح بن وصيف طلب
جماعة من العباسيين أن يضيِّق عليه ويعامله معاملة خشنة فقال لهم صالح: ما أصنع وقد
وكلت به رجلين شرسين أشر ما يكونان فصارا من العبادة والصلاة والصيام على جانب
عظيم. ثم أحضرهما فقال لهما: ما شأنكما في أمر هذا الرجل؟ قالا ما نقول في رجل يصوم
النهار ويقوم الليل كله ولا يتشاغل بغيرعبادة فإذا نظر إلينا إرتعدت فرائصنا
وداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا.
من وصايا الإمام الحسن
العسكري (ع):
1- قال الإمام: أوصيكم بتقوى الله والورع في دينكم
وصدق الحديث وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من برّ أو فاجر، وطول السجود وحسن
الجوار.
2- وقال: ليس العبادة كثرة الصيام والصلاة وإنما هي كثرة التفكر في أمر الله.
3- بئس عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين. يطري أخاه شاهداً ويأكله غائباً. إن أعطي
حسده وإن ابتلي خذله.
4- الغضب مفتاح كل شر. وأقل الناس راحة الحقود، وأزهد الناس من ترك الحرام.
5- الإلحاح في الطلب يسلب البهاء ويورث التعب والعناء. فاصبر حتى يفتح الله لك
باباً يسهل الدخول فيه، فلا تعجل على ثمرة لا تدرك، فاعلم أن المدبر لك أعلم بالوقت
الذي يصلح حالك فيه فثق بخبرته في جميع أمورك.
6- كفاك أدباً تجنبك ما تكره من غيرك. خير إخوانك من نسي ذنبك وذكر إحسانك إليه.
وفاة الإمام الحسن
العسكري (ع):
توفي الإمام العسكري (ع) سنة 260 من الهجرة بعد
أربع سنوات مرّت من خلافة أحمد بن جعفر المتوكل المعروف بالمعتمد. ولم يترك الإمام
العسكري من الأولاد سوى محمد بن الحسن المهدي المنتظر بعد أن مضى على إمامته وطول
حياته وظهوره بعد تلك الغيبة الطويلة ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما مُلِئَتْ
ظلماً وجوراً كما ورد عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتوالت النصوص
عليه من أجداده أئمة الهدى واحداً بعد واحد حتى نص أبيه على إمامته وغيبته وظهوره
كما اعتاد كل إمام بالنص على الخليفة من بعده.