مستشار المالكي يعتبر تعيين السفير السعودي لدى العراق مؤشر على نجاح القمة العربية

أعتبر المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء علي الموسوي، الثلاثاء، تعيين سفير سعودي في العراق مؤشر مشجع على نجاح القمة العربية المقبلة، وفيما أعرب عن أمله بأن يتحول السفير غير المقيم إلى مقيم، أشار إلى استعداد رئيس الوزراء نوري المالكي لزيارة السعودية والدول العربية الأخرى.

وقال الموسوي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "تعيين السعودية سفيرا لها في بغداد خطوة إيجابية ومرحب بها من قبل العراق"، معتبرا أن "تكون هذه الخطوة مؤشرا مشجعا على نجاح القمة العربية المقبلة وحضور جميع الدول فيها".

وكان مسؤول سعودي طلب عدم الكشف عن اسمه، قال في تصريحات صحافية، أمس الاثنين، (20 شباط الحالي) إن المملكة قدمت إلى السفارة العراقية لدى الرياض ترشيح سفيرها لدى الأردن فهد عبد المحسن الزيد ليكون سفيرا غير مقيم في بغداد، فيما أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، اليوم الثلاثاء (21 شباط 2012)، أن السعودية عينت سفيراً لدى العراق لإعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل بين البلدين في خطوة تعتبر الأولى منذ العام 1990.

وأضاف الموسوي أن "تعيين السفير السعودي ستشكل صفحة جديدة في العلاقات بين العراق والمملكة العربية السعودية"، معربا عن أمله بأن "يتحول السفير غير المقيم إلى مقيم بأقرب وقت".

وأكد الموسوي أن "تعيين السفير الجديد سينعكس إيجابيا على العلاقات بين الدول العربية والعراق بشكل عام كما سيترك آثار ايجابية على التطورات في المنطقة"، لافتا إلى أن "الخطوة ذات دلالات كبيرة خصوصا أنها تأتي قبيل انعقاد القمة".

وأشار الموسوي إلى أن "رئيس الوزراء نوري المالكي مستعد لزيارة المملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى إذا ما تمت المقدمات اللازمة للزيارة".

واعتبر ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، اليوم الثلاثاء، تعيين السعودية سفيرا جديدا لها في العراق خطوة بالاتجاه الصحيح، وفي حين رجح أن تكون المشاركة السعودية في القمة العربية المقرر عقدها في بغداد نهاية الشهر الحالي على مستوى وزير الخارجية، أكد أن هذا التمثيل سيكون "مميزا ومؤثرا في القمة".

كما اعتبرت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، أن تعيين الرياض سفيراً لها في بغداد بعد أكثر من 20 عاماً رسالة خليجية لتأكيد حضور القمة العربية، واصفة الخطوة بالإيجابية لدفع العلاقات الثنائية إلى الأمام.

وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أعلن، في الأول من شباط 2012، أن القمة العربية المقبلة ستعقد في بغداد في الـ29 من آذار المقبل، مؤكداً أن الحكومة جادة في توفير الأمن للقادة والرؤساء المشاركين في القمة، فيما اعتبر نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي أن العراق قادر على إنجاح القمة العربية، وأنه مقبل على مرحلة سيترأس خلالها العمل العربي.

ويعتبر قرار السعودية بتعين سفير لها في العراق هو الأول منذ أكثر من 20 عاما عقب قطع العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين بعد غزو نظام صدام حسين للكويت في الثاني من آب عام 1990، حيث اتخذت الرياض موقفا متشددا من النظام آنذاك وأصبحت قاعدة لتجمع القوات المتعددة الجنسيات التي تألفت من أكثر من 30 دولة لتحرير الكويت.

وعلى الرغم من محاولات نظام صدام اعادة العلاقات مع الرياض والتي بدت اكثر وضوحا في قمة بيروت عام 2002 باجتماع نائب الرئيس العراقي عزة الدوري مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي كان انذاك وليا للعهد لكن نية الولايات المتحدة الامريكية بمهاجمة العراق واسقاط صدام فشلت اي مسعى لاعادة العلاقة بين البلدين.

وبعد سقوط نظام صدام حسين في نيسان عام 2003، لم تشهد العلاقات اي تطورا ايجابي بل شهدت توترا شبه مستمر بين الطرفين على خلفية اتهامات الرياض للحكومة العراقية بالطائفية واتهامات سياسيين عراقيين شيعة للسعودية بدعم اعمال العنف في البلاد خلال السنوات الماضي، ولم يؤدي افتتاح السفارة العراقية في عام 2007 وتعيين غانم الجميلي سفيرا في الرياض خلال عام 2009 الى اعادة العلاقات الطبيعية في البلاد.