أم البنين ....
أم البنين عليها الله قد سدلا = جلباب فضلٍ به جبريلُ قد نزلا
تجلببت فاطمٌ جلباب خالقها = لما استقرت ببيتٍ آلهُ فُضلا
عاشت مكرمةً في بيت حيدرةٍ = كما يعيشُ الذي للخلد قد وصلا
أضحتْ تُربي بني الزهراءِ تخدمهم = كالأم صارت لهم ، أنعم بها مثلا !
و استأثرتْ اسمها أكرم بما نطقتْ = (( أم البنين أنا لا أرتضي بدلا ))
اسمي يهيجُ عليهم حزن أُمهمُ = إن قيل :فاطم قال:الدمع حيِّ على
فلا أحبُّ بأنْ تبكي لهم مقلٌ = و لا أحبُّ لهذا الحزن أنْ يصلا
أم البنين أنا و الكلُّ يعرفني = في كنيتي نــبأً بالغيب متصلا
أم البنين أنا و الله أيدني = بأنجم نورها تا الله ما أفـــلا
علمتهم حب أهل البيت في صغر = فاستعصموا بالولا و القصدُ قد حصلا
قد قدموا النفس في مرضاة خالقهم = فالبذلُ شيمتهم ، أعظم بما بُذلا!
و استرخصوا الروح في إنقاذ سيدهم = أعني الحسين و لكن بالظما قُتلا
يا ليتني قد طواني الموتُ قبلهمُ = و لا سمعتُ بناعي الطف قد دخلا
إلى المدينة ينعى و هو منتحباً = يا أهل يثرب عنكم عزكم رحـــلا
سائلتُهُ و فؤادي نارُهُ اضطرمتْ = أين الحسين ؟ و دمع العين قد هملا
تصبري فاطمٌ أشبالكم قتلوا = و ذاك مربعهم بعد الأنيس خـلا
أين الحسين ؟ سؤالي هل تجاوبني؟ = فإن قلبي من الأحزان قد شعـلا
فقال: عذرا فعباسُ الإباءِ رقـــــى = عرش الشهادة لما خــــرَّ منجـدلا
ناديتُهُ و هو باكٍ أين سيدهم ؟ = فقال : سيدهم في كربلا قُتـلا
ثاوٍ على الأرض و الأملاكُ تحرسُهُ = ملقى ثلاثاً و لا شُــلوٌ له حُــمـلا
و عندها صحتُ و ا حزني على ولدي = و بعدهُ لم أزل في كربةٍ و بـلا